لم يولد الشيخ زايد بن سلطان وفي فمه ملعقة من الذهب! ولم يتعود جسده ملمس ونعومة الحريرلقد فتح زايد عينه على قومه , وقد نالت منهم سنوات الحرمان والقهر .. وبدأت شخصيته كزعيم تتكون وسط هذا المجتمع الذي حرم من كل شيء إلا الكرامة والآباء
وفي السنوات المبكرة من حياة زايد .. كانت سورة ((الفاتحة)) هي أول ما تنامى إلى سمعه . .كان لا يزال طفل صغير , يمرح ويركض في رحاب قصر الحصن مقر الحكم
هذه هي البداية التي ثبتت في أعماق زايد ميزان العدل .. وأودعت في قلبه ينبوع الرحمة
وعندما كان أبناء القبائل يحضرون إلى مجلس الشيخ سلطان والده .. كان زايد يراقب والده في المجلس وينصت إلى حديثه مع الناس ويتعلم طريقته وهو يحل المشاكل ويساعد المعوزين أحب زايد الصقور والصيد وركوب الخيل العربية والجمال , حتى ذاعت شهرته فيما بعد كأحسن فارس , وكانت هذه هي أهم الهوايات التي أولع بها ولا زال
ثم انتقل زايد إلى مدينة العين وفيها أمضى السنوات الأولى من شبابه .. يقول الذين عاشوا هذه الفترة من حياته :-كان الصبي يصعد إلى جبل حفيت على مشارف مدينة العين وينجح في قنص الغزلان بفضل إجادته استخدام البنادق..ولم يكن هناك ما يمنعه عن الوصول إلى الهدف
وعندما أصبح زايد يافعا , كان قد تعلم مبادئ الحرب والقتال بين البدو .. يتصف بالشجاعة , ويقاتل للشرف لا للمغنم , ويبذل دمه رخيصا دفاعا عن أرضه ضد أي اعتداء أو غزو