الصيد بالصقر

بـ الله الحمن الرحيم ـسم


كان وما زال الصيد بالصقور (القنص) رياضة تجسد العراقة والأصالة وتعلم الصبر والجلد وهي تمثل احد رموز التراث العربي. ففي الصيد كان للعرب مقالات شعرية وخطب أدبية للتغزل في الصيد بالصقور، كان ذلك في مدح صقورهم والتفاخر بصيدها وطرائدها أو حتى في نسج حكايات لمغامراتهم اثناء رحلات الصيد لتبقى خالدة مع مرور الزمن.



صقور الصيد:
هي من أهم أدوات الصيد وبها عرفت هذه الرياضة والصقور أنواعاً مختلفة حيث يوجد في العالم أكثر من 60 نوعا من انواع الصقور، وهي من الطيور، الجارحة والتي تتميز بالسرعة العالية في الانقضاض على الفريسة تصل الى 160 كم في الساعة وذات قوة حادة في البصر والمخالب، ويوجد في دولة الامارات وحدها ما يزيد على 4000 صقر مسجل من أصل نحو 12000 صقر مسجل وتستخدم في رياضة الصيد في منطقة الشرق الأوسط.



أما أهم أنواع الصقور..
فهو صقر الشاهين وهو أكثر انواع الصقور انتشارا في العالم، ويعتبر من أسرع وأقوى الطيور المطاردة ويتميز بقدرته الفائقة على الانطلاق في كل اتجاه، ويكثر في جنوب افريقيا والمناطق القطبية الشمالية، وصقر الحر الذي يعتبر ثاني أكبر نوع من الصقور في العالم، وأهم مناطق تكاثره جنوب شرق أوروبا وآسيا والجبال الروسية، وهو أكثر الصقور شيوعاً عند العرب، والحر يطلق على أنثى الصقر وهي أكبر من الذكر والذي يعرف بالجرموشة، الى جانب صقر الجير (الهجين) والذي يعد أكبر الصقور في العالم، والذي يتكاثر في المناطق القطبية، ويعرف أهل الإمارات اسم الجرناس من الصقور وهو ما يطلق على الشاهين او الحر من الصقور الذي يكون بدل ريش عامه الأول بريش عامه الثاني. ويتكون موسم الصيد (القنص) في الإمارات من موسمين، يبدأ الموسم الاول في شهر اكتوبر/ تشرين الاول وحتى اوائل شهر ديسمبر/ كانون الاول والآخر في منتصف فبراير حتى اوائل شهر ابريل/ نيسان من كل عام ويعرف الأخير با الرجوع





طرائد الصيد:
الحبارى (الحبر) وهي أهم طرائد الصيد بالصقور لونها داكن بلون الرمال وجناحها أبيض وأسود ولحمها لذيذ وطيرانها سريع وقوي ما يجعل من رياضة الصيد بالصقور رياضة متكافئة بين سرعة الحبارى والصقر، وهي تهاجر الى دولة الامارات قادمة من روسيا وإيران والمناطق الباردة في اتجاه افريقيا وللحبارى 22 نوعا منتشرة في جميع أرجاء العالم. ومن عجائب الصيد بالصقور ان الفريسة وهي الحبارى وأكبر أنواعها (الخرب) ذكر في حين أن صقر الحر وهو أفضل الصقور عند أهل الإمارات أنثى، أما الكروان فيعد ثاني اهم الطرائد للصيد بالصقور في دولة الامارات ومنه في العالم 9 أنواع، ويأتي الأرنب كأهم الطرائد من الحيوانات في رياضة الصيد بالصقور، وهو يعيش في الأماكن المعشبة من الصحراء اذ يتغذى على الأعشاب والنباتات ويأوي في الكهوف والجحور ويوجد في دولة الامارات منه نوع ذو آذان كبيرة ولونه بلون رمال الصحراء.


ونجد ان من أدوات الصقار (مالك الصقر) في التدريب والصيد بالصقور السبوق، وهي خيوط تربط بسيقان الصقر تمكن المدرب من الإمساك بصقره، والمرسل يتم ربط طرفي السبوق به، والذي يتكون من ثلاثة أجزاء للتحكم بحركة الصقر، أما الوكر فهو المربض الذي يقف عليه الصقر معظم وقته والبرقع غطاء لرأس الصقر يحجب النظر، والمنقلة قطعة من القماش السميك او الجلد لحماية يد الصقار من مخالب الصقر الى جانب التلواح وهو لتدريب الصقر على الصيد وهو مجموعة من أجنحة الحبارى.


لا تكتمل رحلة الصيد بالصقور (القنص) إلا برفقة الحارس الأمين والمطيع السلوقي (احد فصائل الكلاب) والذي كان رفيق البدوي لفترة طويلة وكان جزءا من أجزاء الصيد بالصقور، وبالأخص في رحلات صيد الأرانب، والسلوقي العربي معروف بسرعته ونحافة جسمه، وأكثر الألوان له الرملي والأحمر والأسود، ولأهمية السلوقي في تاريخ الصيد فقد أنشأت دولة الامارات مركز السلوقي العربي لرعاية وتكاثر السلوقي العربي الذي يكاد ينقرض من المنطقة